إن العين لتدمع

بينما انا في شدة أنشغالي التام في العمل بفرع شركتنا في القليوبية لتجهيز لإجتماع سنوي للشركة ، يدق جرس هاتفي ويكون  المتصل ابن خالتي .. ويدق مع جرس الهاتف قلبي ... وأتوقع خبر وفاه جدي الذي أصيب بشلل وجلته في المخ .. ولكن يكون الخبر غير ذلك .. وفاه خالتي الكبري أثناء مرورها الطريق السريع لزيارة والدها .. وبسرعة البرق تركت عملي واسرعت إلي مكان الحادث واشكر هنا زملائى فى العمل لم يتركوني حتي وصلنا إلي مكان الحادث بعد عناء شديد

ووصلت إلي مكان الحادث ولم اتملك نفسي ولا أعصابي علي اليمين جثة خالتي ومن حوالها ألاف الأهالي من القرية معتصمين ومغلقين الطريق السريع ( طريق المنصورة – القاهرة ) ومطالبهم عمل مطب أمام القرية الذي تم إزالته وذلك لمرور زوجة رئيس جمهوريتنا ... وبكل صراحه لم امتلك نفسي من البكاء من هول المنظر .. ولكن تمر الساعات والموقف والمشهد لم يتغير سوي ان طريق ميت غمر – بنها مغلق تماماً ... وبدأت في إجراء بعض الإتصالات بأعضاء مجلس الشعب من الأخوان المسلمين لحل الموقف وإرضاء الأهالي مع العلم اننا لم نسطيع ان نحرك جثة خالتي لإعتراض الأهالي لحين أن يأتى المحافظ ويستجيب لمطالبهم لأنها الحالة رقم 7 في أقل من أسبوع تموت 

ولكن أعضاء الأخوان لم يردوا علي .. سواء أعضاء الاخوان عن محافظة الدقهلية او القليوبية ... ولكن للأمانه ردت علي سكرتيرة مكتب عضو بنها ... وفي اليوم الثاني اتصل علي النائب نفسه ... ولكن أيضا لم ينتهي المشهد بعد اتصلت بالعاشرة مساءاُ والدستور ومجموعه من المدونين .. وفعلت الموضوع علي المستوي الإعلامي

ويبقى ان نقول والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإني لفرقك ياخالتي لمحزون

ويمر يومين وتتصل بي أختى صباح يوم الأحد على خبر وفاه جدي .. وبسرعه البرق انطلق لببيت جدى واشارك معهم فى غسله .. واجد وجه كالبدر أمامي ...ولما لا .. فجدي كان حاملا لكتاب الله

رحمك الله ياجدي .. ورحمنا .. وعفر لنا ذنوينا

ويبقى ان نقول إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإني لفراقك ياجدي لمحزون

تحديث

أخوك فارس الأزهر .. معاذ

.......

أخى الحبيب
عهدناك دائما ً صابرا
وتعلمنا دائما ً معا ً أننا سنصبر حتى يعجز ُ الصبر عن صبرنا
وسنصبر ُ حتى يغار ُ الصبر ُ منا
وسنصبر ُ حتى نُكتب عند الله من الصابرين
وسنصبر ُ حتى نحجز مقعدا ً فى الجنة ِ فى بيت الحمد
أخى الحبيب
عادة ً مايقدم الناس ُ رثاءا ً أو تعزيه
ولكن اسمح لى أن أجعلها تهنئه ..
تهنئة ً عن خالة ٍ نحسبها عند الله من الشهداء ، إضافة ًإلى أنها كانت فى طريقها لزيارة ِ والدها.. فهل بعد هذا خير
وتهنئة عن جد ٍ حامل ٍ لكتاب الله بين جوانحه وفى قلبه .. والذى أسأل ُالله أن يجعله ممن يقرأ ويرتل حتى يرتقى فى أعلى درجات الجنان.

أخى الحبيب

نعم .. إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، وإنا لفراقهم لمحزونون ، ولانقول إلا مايرضى ربنا عزوجل .. إنا لله ِوإنا إليه راجعون

فاصبر واحتسب وكن دائما ً متفائلاً فإنما نحن نسيرُ بقدر الله سبحانه وتعالى .

أخى ..

قل لمن يسأل ُ عن الحزن ِ أنك سعيد . وأنك تنظر ُ بعين التفاؤل ِ إلى يوم ٍ جديد . تسأل الله أن يرحم أمواتنا . وأن يرزقهم أجر الشهيد .فقد رحلوا واطمئنوا إلى آخرتهم . ونحن مازلنا على الطريق ِ، وطريق ُ الدنيا ياأخى طريق ٌ عنيد ..

أسأل ُ الله لخالتك وجدك منازل الجنان . ومرافقة النبى العدنان . ونظرة ٍ من الرحمن . وطواف ٍ من الحورِ والولدان . وارتقاء ٍ ببركة ِ القرآن .وأنهار ٌ من العسل والخمور ِ والألبان .وجنة ُ نعيم ٍ وروح ٌ وريحان ..

أسأل الله أن يجمعنا بهم على ضِفاف ِ نهر ٍ فى الجنه .. اللهم آمين







جزاك الله خيرا يامعاذ ... وبارك لنا فيك